الدكتور سمير أمين رزق

خدماته تحت المنبر كانت أعظم..!
شهادة في حق رجل وخادم إنجيل كان لايعرف غير الحق.. صادق في حياته.. ولاينظر إلى وجوه الناس بل بالحق كان يعلم طريق وكلمة الله…
كان الدكتور عادل كطبيب يملك كل مقومات النجاح في أن يكون طبيب ذو مستوى رفيع في علمه وعمله.. وكان يستطيع أن يحقق شهرة واسعة ومال وفير وحياة رغدة من عمله كطبيب… ولكنه ترك كل شيء وتبع يسوع، وإختاره الرب ليعمل في كرمه.. وإفتقر من أجل المسيح بل وعاش كسيده وكأن لسان حاله يقول: “إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما”..
فإني عايشته في ظروف كثيرة وتأملته فكانت حياته بسيطة جداً.. ولم يكن يشتهي أو يتمنى أو يطلب لنفسه أي شيء (بسيط في أكله، ملابسه وحياته فلم يكن يمتلك سيارة أو أي شيء آخر.. بل كان كثير التجوال والسفر في أبسط أنواع ودرجات المواصلات) كل هذا مع أنه كان يستطيع أن يمتلك الكثير والكثير.. كان يجعل من نفسه خادماً للكل، وآخر الكل… ففي المؤتمرات والمجامع كان يختار لنفسه أصغر وأبسط حجرة مع أنه كان قائد المؤتمر…
كان حقاً مكرساً لله.. فكان أغلب حديثه معنا عن الخدمة وكيف يراها.. وعن أحلامه وأمنياته وإشتياقاته فيها وكيف يحققها.. وعن الإجتماعات المتعثرة وكيف يطورها وينهضها بمعونة الرب..
كانت خدماته من فوق المنبر فعالة ومؤثرة وتأتي بثمرها… ولكن خدماته تحت المنبر كانت أعظم.. فكان يعمل النهار والليل في الإعداد للمؤتمرات والمجامع.. وإنشاء إجتماعات جديدة وتطويرها.. والعمل بقلبه المملوء من محبة المسيح وسط الأسر البسيطة والمتعثرة الذين لا معين لهم والتي تمر في ظروف صعبة.. والوقوف بجانب المرضى وتشجيعهم وتعضيدهم..
وأدرك بالموهبة المعطاة له من الروح القدس أهمية النمو الروحي السليم للأطفال ودورهم كنواة لمستقبل الجميعات.. فكانت مؤتمرات الأطفال ودورهم كنواة لمستقبل الجمعيات فكانت مؤتمرات الأطفال في كل مصر..
وأيضاً الإهتمام بأطفال الشوارع وإنشاء إجتماعات خاصة بهم ترعاهم روحياً وإجتماعياً ومادياً.. وأيضاً مؤتمرات ذوي الإحتياجات الخاصة فكان يُقيم لهم مؤتمراً سنوياً ويرعاهم ويخدمهم بنفسه..
كثيراً ماكنت أتواجد في بعض المدن للأجازة والراحة من العمل في نفس توقيت خدمته فيها وكلها بها أماكن للتنزه والرفاهية.. وكنت أطلب وألح عليه أن يذهب معنا لأي مكان للتنزه في غير مواعيد الخدمة، فكان يرد علينا (هو احنا جايين هنا للفسحة) ويعتذر ويظل في حجرته بالإستراحة للصلاة والدراسة ولقاء الشباب.. وكنت أراه حريصاً جداً على وقته.. حيث كان يعتبر كل ساعة في حياته هي وزنة من الرب يريد إستثمارها والربح بها..
نعم لم يشأ الله أن يطيل عمر الدكتور عادل أكثر من ذلك، ولكنه كان كمن يعرف ذلك – فلا يستطيع إنسان أن يطيل عمره – ولكن يستطيع أن يعرضه ويعمقه.. فإستطاع الدكتور عادل أن يعمق خدمته فإستطاع أن يصل بكلمة الله والقدوة والمحبة إلى عمق كل نفس سمعته وعرفته وتعامل معها حتى الأطفال في كل الأعمار.. وإستطاع أن تكون حياته عريضة.. فكانت خدمته في طول البلاد وعرضها..
ويعوزني الكثير لأتحدث عن الجوانب الخاصة وسماته الروحية التي لمستها فيه عن قرب..
الدكتور سمير أمين رزق
جمعية خلاص النفوس بالفيوم