الجهاد المسيحي والفضائل والحياة المزكاة

sunset, palm tree, laguna-2164985.jpg

خدمة مجمع 1997 (الأحد مساءاً)

(2بط5:1-11)

يتحدث الرسول بطرس في هذه الجزئية عن مسئولية أمام الإمتياز، فإن كان الرب في محبته ونعمته قد قدم لنا هبة أن نكون شركاء الطبيعة الإلهية بعد أن كنا بالطبيعة أبناء الغضب، فإنه يترتب علينا أن نبذل كل إجتهاد لإظهار الحياة الفَضلى والمُزكاة عند الرب..

فالمناداة التي يقدمها الرسول للإجتهاد تشبه ماكان في قصة السائح المسيحي عندما قال الرجاء للسائح عند وصولهما مدينة الهوان التي ينام فيها الغرباء: “لماذا لانستريح قليلاً في هذه المدينة” فذكره السائح بقول الراعي.. (1تس6:5) “لا ننم إذاً كالباقين بل لنسهر ونصح..” لأن من ينام في هذه المدينة لايقوم أبداً..

فالإجتهاد في الحياة المسيحية هو مسئولية هامة على كل من إقتنى الطبيعة الجديدة.. وحديثنا اليوم ينقسم إلى:

أولاً-  دوافع الإجتهاد:

الإجتهاد عكس الإهمال.. والعجيب أننا لانهمل عملنا اليومي (الوظائف – المذاكرة – التجارة – الربح…) فكيف نهمل عمل الله فينا؟!!

والإجتهاد هو مواظبة على إثبات دعوتنا وإختيارنا بالعمل الذي نقوم به والدافع هو:

1)   أنه وهبنا الطبيعة الجديدة:

المسيحية ليست تديُن ولكنها خلق جديد..

(أف24:4) “وتلبسوا الجديد المخلوق بحسب الله”

(2كو17:5) “إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة”

هذه الخليقة هي من الله لكي تجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية بالبهاء (المجد) والفضيلة أي الكمالات الإلهية المعلنة في أمر خلاصنا.. فما يدفعنا للإجتهاد أننا نلنا الطبيعة الجديدة.

2)   أنه وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة:

شعب الله في القديم كان لهم مواعيد أرضية وبركات أرضية لذلك كانوا يجاهدون لكي ينالوا.. ونحن في العهد الجديد لنا مواعيد عظمى من الإله العظيم وثمينة لامثل لها عندما نسهر ونكد ونعمل نتمتع فلا متعة للنائمين ولا بالأحلام..

3)   دعوة الله لنوال الحياة والهروب من الفساد، هي أن تكون لله عاملاً:

إن الرب دعانا للحياة الأبدية دعوة عليا ودعوة مقدسة وثمينة.. “أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته”.. هذه الدعوة تجعلنا نهرب من الفساد الذي في العالم.. إجتهد أن تكون لله.

ثانياً-  مظاهر الفضائل ومجالها:

يقول الرسول بطرس في سيمفونية رائعة..

أضيفوا لإيمانكم.. فالأمر ليس كلام أو تواريخ محفوظة بل حياة… هي فضائل إن قدمتها وعشتها… نحن مسيحيين حقاً أم لا؟!!  الأمر يحتاج لمواجهة..

وهذه الفضائل والحياة المُزكاة هي ليست زمنية ولكنها خلالية من خلال الحياة تخرج لأنها مرتبطة بالطبيعة الإلهية والمواعيد العظمى والدعوة الجديدة.. لذلك لنتأمل في هذه السباعية الجميلة التي يقدمها لنا الرسول بطرس.. وعدم وجود هذه الفضائل إما ينم عن الجهل التام بالمعرفة أو المعرفة التي تجهل الحق الإلهي..

1.   أضيفوا لإيمانكم فضيلة.. (تغذية الإيمان بالفضيلة):

أي إجعلوا ممارسة الإيمان تؤدي بكم للفضيلة وهي الرقي في النشاط المسيحي..

وكلمة فضيلة تُرجمت إلى معان كثيرة فهي عكس الرذيلة.. فرذائل الطبيعة القديمة بدلها الرب بفضائل الطبيعة الجديدة.. فضيلة في طريقة التفكير، في المشاعر، في الأفعال، في الأخلاق الحميدة، في النقاء وفي الإرتقاء (أي تأثير صالح وحميد).

(في8:4) “كل ماهو حق كل ماهو جليل كل ماهو عادل كل ماهو طاهر كل ماهو مُسر كل ماصيته حسن إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه إفتكروا”

(1بط9:2) “وأما أنتم فجنس مختار كهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب إقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب”

2.   معرفة.. من خلال الفضيلة (ذكاء الإيمان)

(تيطس1:1) “المعرفة التي بحسب التقوى”

هذا الجيل فيه تزداد المعرفة (دانيال) ولكن ليست بحسب التقوى.. (دماغ كبيرة ورجلين صغيرة).. ولكن الحياة بحسب المعرفة التقوية أهم من الفلسفة الكثيرة.

3.   وفي المعرفة تعففاً.. (ضبط النفس)

أي كلما أعرف كلما أتعقل وأضبط نفسي.. فالنمو في المعرفة يقودني لضبط النفس.. ثمر الروح (غلا22:5) “إيمان وداعة تعفف”.

4.   والتعفف صبراً.. أي ثبات الإحتمال وإحتمال الثبات

(عب1:12) “ولنحاضر بالصبر”

(عب10) “لأنكم تحتاجون للصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الوعد”

5.   في الصبر تقوى.. (مخافة الله)

ننمو في الورع والوقار إلى رؤية الله

6.   المودة الأخوية..

هي شيء قلبي عاطفي ناحية الإخوة وبين الإنسان ونفسه من ناحية الآخرين..

“وادين بعضكم بعضاً”

7.   المحبة الأخوية

النمو في المحبة الأخوية..

ثالثاً-  النتائج الحتمية:

1)   أن نبقى غير متكاسلين ومثمرين.. نعمل عمل الرب.. نحيا حياة المسيح..

2)   في محاكمة المؤمنين أمام كرسي المسيح، تكون لنا ثقة ولانخجل في مجيئه.

3)   ننال المدح من الرب ونكون لمدح مجده.

شارك المقال