يتكون هذا السفر من أصحاح واحد فقط ويعتبر أصغر سفر في الكتاب المقدس ورغم أن السفر صغير إلا أن له أهمية كبري… وإن كنا لانعرف الكثير عن الكاتب عوبديا.. من الملاحظ أن عوبيديا وأرميا يكتبان ضد (أدوم) كما يكتب ناحوم ضد نينوى…
- عنوان هذا السفر هو (الجزاء).
- زمن كتابة السفر 586 – 583 ق.م في فترة السبي البابلية.
- معني كلمة عوبيديا (عابد الرب) (خادم يهوه).
- أدوم هو لقب عيسو.. وأدوم تعني أحمر أو دموي.. ومعناها أرضي أي من الأرض التي جُبل منها أدم. وهي تشير للإنسان المحب لسفك الدماء أو (الإنسان المحب للأرضيات). والأدوميون هم بنو عيسو الذين استولوا علي أرض سعير بعد طردهم للحورين (تث 12:2) “وَفِي سَعِيرَ سَكَنَ قَبْلاً الحُورِيُّونَ فَطَرَدَهُمْ بَنُو عِيسُو وَأَبَادُوهُمْ مِنْ قُدَّامِهِمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ كَمَا فَعَل إِسْرَائِيلُ بِأَرْضِ مِيرَاثِهِمِ التِي أَعْطَاهُمُ الرَّبُّ”.
- ودعيت الأرض أدوم وهي منطقة جبلية وعرة ألهبت فيهم الشراسة خاصةً نحو يعقوب (إسرائيل).. حتي عندما أرسل موسي رسلاً من قادش إلي ملك أدوم قال: (عدد 17:20-21) “دَعْنَا نَمُرَّ فِي أَرْضِكَ. لا نَمُرُّ فِي حَقْلٍ وَلا فِي كَرْمٍ وَلا نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ. فِي طَرِيقِ المَلِكِ نَمْشِي لا نَمِيلُ يَمِيناً وَلا يَسَاراً حَتَّى نَتَجَاوَزَ تُخُومَكَ». فَقَال لهُ أَدُومُ: «لا تَمُرُّ بِي لِئَلا أَخْرُجَ لِلِقَائِكَ بِالسَّيْفِ». فَقَال لهُ بَنُو إِسْرَائِيل: «فِي السِّكَّةِ نَصْعَدُ. وَإِذَا شَرِبْنَا أَنَا وَمَوَاشِيَّ مِنْ مَائِكَ أَدْفَعُ ثَمَنَهُ. لا شَيْءَ. أَمُرُّ بِرِجْليَّ فَقَطْ. فَقَال: «لا تَمُرُّ». وَخَرَجَ أَدُومُ لِلِقَائِهِ بِشَعْبٍ غَفِيرٍ وَبِيَدٍ شَدِيدَةٍ. وَأَبَى أَدُومُ أَنْ يَسْمَحَ لِإِسْرَائِيل بِالمُرُورِ فِي تُخُومِهِ فَتَحَوَّل إِسْرَائِيلُ عَنْهُ.” وهذا يظهر كم كانوا قساة وكلهم عناد وكبرياء.
- ورغم ذلك طالب الله بني إسرائيل أن يحسنوا معاملتهم لكونهم أخوة. (تث 7:23) “لا تَكْرَهْ أَدُومِيّاً لأَنَّهُ أَخُوكَ. لا تَكْرَهْ مِصْرِيّاً لأَنَّكَ كُنْتَ نَزِيلاً فِي أَرْضِهِ.”
- وإمتلأ كأس شرهم عند سبي أورشليم القائلين هدوا هدوا حتي إلى أساسها… طوبي لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة”.. ولشرهم إستمروا هكذا إلى أن جاء ملك فارس وملك علي أدوم وذبح منهم الألاف.. ثم أيام المطالبين حيث بدأوا ينقرضوا بالتدريج إلي أن بادوا تماماً.
- موجز الكلام أن هذا السفر مكتوب ضد أدوم والأدوميين وهم نسل عيسو المشهورين بعداوتهم القتالة ليعقوب (نسله). كان الآدوميون يعيشون في منطقة وعرة ويأخذون من الصخور ملاذاً لهم وهذا كان تعبيراً عن حالتهم الصخرية الجافة والناشفة.
- رسالة عوبيديا هي: “توبيخ علي الكبرياء وفقدان روح الأخوة”.
- هذه الرسالة تخص كل المتكبرين والذين يظنون أنهم قادرين علي الدفاع عن أنفسهم بالهروب والسكن في الجبال الوعرة.. كذلك تخص الرسالة كل النفوس الشامتة بسقوط الآخرين شعارها: (ما طار طيرٌ وإرتفع إلا كما طارَ وقعْ).
يُتبع…